
جدول المحتويات
أولا تأطير المؤلف وملاحظة عتباته:
1- نبذة عن حياة صاحبة المؤلف:
ليلى أبوزيد كاتبة مغربية مقيمة في الرباط ، ولدت في القصيبة درست اللغة الإنجليزية بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصلت على الإجازة، انتقلت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة بجامعة تكساس في أوستن ، واشتغلت بالترجمة والتأليف. بدأت حياتها المهنية كصحافية في التلفزيون، وعملت في عدة دواوين وزارية من بينها ديوان الوزير الأول. كتبت الرواية والقصة والسيرة النبوية والسيرة الذاتية وأدب الرحلة. وترجمت من الإنجليزية إلى العربية سيرة الملك محمد الخامس والسيرة الذاتية لمالكوم إكس. ترجمت أعمالها إلى الإنجليزية والألمانية والهولندية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والمالطية والأردية. من مؤلفاتها : الفصل الأخير، عام الفيل، ورجوع إلى الطفولة.
2- نوعية المؤلف:
هذا المؤلف عبارة عن سيرة ذاتية تحكي من خلاله المؤلفة مجموعة من الأحداث التي لها علاقة بمرحلة من مراحل حياتها العمرية وهي مرحلة الطفولة.
3- دراسة العنوان:
تركيبيا:
يتكون عنوان المؤلف من ثلاث كلمات تشكل فيما بينها جملة اسمية محذوفة المبتدأ، وقد جاء الخبر نكرة (رجوع) وتلاه جار ومجرور (إلى الطفولة).
دلاليا:
وردت كلمة (رجوع) نكرة ما يبين أن الكاتبة إما أنها قصدت العودة إلى تلك المرحلة لسبر أغوارها، وتعريف المتلقي أو القارئ بجزء من معاناتها خلال تلك الفترة من حياتها. أو أنها اختارت استرجاع ذكريات طفولتها وصباها لما تمثله تلك الفترة من أهمية في حياتها، ولأنها عاشت طفولة عصيبة، لكنها قاومت وتمسكت بخيط رفيع من الأمل قادها في الأخير إلى تحقيق طموحاتها ونجحت في حياتها المستقبلية.
4- دراسة الغلاف:
يتكون غلاف كل كتاب من أربع صفحات من الورق المقوى عادة، وقد جاءت الصفحة الأولى من غلاف الطبعات الأخيرة باللون الوردي تتصدره لوحة تشكيلية تصور طفلة تبدو حزينة، لكنها مع ذلك صارمة وعنيدة ومتفائلة، أسفل الصورة يقابلنا اسم المؤلفة (ليلى أبو زيد)، وتحته مباشرة عنوان المؤلف بالخط الواضح العريض وباللون الأبيض، وبعده المستوى الذي تقرر له له الكتاب (الثالثة ثانوي إعدادي)، يليه أسفل الغلاف لوغو واسم شركة النشر والتوزيع. أما الصفحة الرابعة من الغلاف فتضمنت مقطعا مقتطفا من مقدمة المؤلفة لكتابها تبرر من خلاله الأسباب والدواعي التي أدت بها إلى التفكير في كتابة سيرتها الذاتية.
5- بناء الفرضيات:
من خلال المؤشرات السابقة نتوقع ما يلي:
- أن الكاتبة ستقدم لنا بعضا مما رسخ في ذاكرتها من صور ماضيها وبالأخص في مرحلة طفولتها.
- أن الكاتبة ستبين لنا الحالة الاجتماعية للأسرة المغربية خلال فترة محددة من تاريخ المغرب.
ثانيا القراءة التوجيهية:
1- أحداث الفصول:
الفصل الأول: القصيبة
ابتدأت الكاتبة الفصل بانتظار الحافلة للتنقل الى” بني ملال” حيث بيت الجد ، وهنا تشير الى صعوبة التنقل ، كما تصف أشكال السخرية المتبادلة بين الجد من قبل الأم وعائلة الأب ، وتستطرد في سرد قصة جدها الذي ذهب الى فاس ولم يرقه غذاء الفاسي ، وتظهر إعجابه بالمدينيات الشيء الذي ترتب عنه تزوجه من” صفرو” خرقا للقاعدة.
وتنتقل الى السحر الذي وجدته الأم في عتبة الباب ، وقد وضع للتفريق بين فاضمة وأحمد ، كما وصفت عودة الكلب “رباح” . وتستطرد في قصة أحمد زوج زبيدة الذي خادع صديقه وسرق خزانة الذهب . كما تصف بعد ذلك الأم والجدة والاستعدادات لاستقبال الضيوف ( آل القايد الجيلالي ) من فاس ، وتطيل في وصف الغذاء وكؤوس الشاي وتجاذب أطراف الحديث والغناء ، ثم تنتقل للحديث عن قصة اعتقال والدها “أحمد أبو زيد” بسبب نقل أخبار المستعمرين للوطنيين ، وكيف نقل الى” الرباط” مشيا على الأقدام ، ومنع العائلة من زيارته ، لتنهي هذا الفصل بالحديث عن قضية الجد الذي استولى على فراش الأم لتنتقل هذه الأخيرة الى المحاكم .
الفصل الثاني: صفرو
في هذا الفصل تصل أخبار الى العائلة مفادها أن أحمد متزوج من إمرأة أخرى ، وأنها تزوره في السجن لتكتشف العائلة أن هذه المرأة هي ” تريا السقاط” كان أيضا زوجها ” محمد الآسفي “سجينا ممنوعا من الزيارة . وكانت تزوره باسم مستعار ، ثم تنتقل للحديث عن معاناة السجناء والوطنيين من طرف المستعمر الفرنسي ( النصارى ) .
ثم تنتقل للحديث عن سجال الأم والخالة خناتة حول دخول البنتين الى المدرسة ، وتسرف في وصف عملية الغسيل ، والذهاب الى الحمام يوم الخميس وكرهها له ، وتحكي أجواء الحمام والصراع بين النساء والمباهاة والنميمة .
وانتقلت الى دخواها المدرسة الخاصة بالبنات ، وتفوقها في الفصول الدراسية ، وتعلمها صنع عقد” القفاطين ” وذكرت الحوارات التي كانت تدور بين النساء في مجالسهن حيث لا يتركن موضوعا إلا وخضن فيه . وتشير في هذا الصدد الى علاقة أهل صفرو باليهود حيث ساد التسامح بينهم ، وتشير الى مجموعة من القصص المثيرة كقصة الشريفة المتسولة ، وقصة الفاسي الذي زوج سيدي محمد عجوزا شمطاء بدل ابنته الصغيرة الجميلة… كما تسهب في وصف السهرات مع الجدة وتبادل الألغاز والحكايات .
كما وصفت قرية صفرو وأهم الأحداث التي عرفتها في طفولتها مثل : فتاة تتزوج من إبن القائد و فتاة تهرب مع حبيبها…
الفصل الثالث: الدار البيضاء
تستهل الكاتبة الفصل بالحكي عن ألمها لفراق صديقاتها ، وتصالح أمها مع الجد ، ودخولها مدرسة ” المعارف ” حيث أخذت العربية من منابعها ، وتصف أحداث ” البيضاء ” بين الفدائيين والمستعمر الفرنسي ، واعتقال الأب مرة ثانية ، ومساعدة الوطنيين الأسرة ، وعن خروج الأب من السجن وعمله بالبيضاء في ” دار البراد ” بطريق مديونة في الإدارة مع السي مصطفى حيث أخذ يوصل السلاح الى ” حسن العريبي ” الذي وشى به ، ليعتقل أبو زيد من جديد في السجن العسكري ، وهنا تصف الكاتبة أوجه التعذيب وأثره على والدها وعلى بنية السجناء،
كما تحكي عن إزدياد “سعاد ” وتزامن ذلك مع عودة إبن يوسف ومع الإستقلال ، وتعيين والدها “باشا” بني ملال ، لتنتقل للحديث عن الوطنيين الذين أعتقلوا لوضعهم قنبلة في متجر يهودي وهنا يتدخل الأب لتخفيف العبء والعذاب عن المعتقلين ليسجن من جديد ، وينتقل الى” غبيلة ” ، وتحكي في هذا الصدد دور أمها في إنقاذ السجين المحكوم بالإعدام لقتله المقدم .
لينتهي الفصل بالحديث عن الإحتفال بتنصيب أبيها باشا بني ملال ، والعقيقة في يوم واحد ، وكيف حاول عميد شرطة بني ملال أن ينتقم من الأسرة .
الفصل الرابع: الرباط
تستهل الكاتبة هذا الفصل بالسكن ببني ملال ومدرسة محمد جسوس ومدرسها وقسمها الداخلي ومكتبة القسم ، وكيف كانت تروي القصص لزميلاتها في الداخلية ، ومنع المشرفة لها من الصيام ، ثم تحكي عن عطلتها في القصيبة في بيت الحاكم الفرنسي الذي أصبح بيت العائلة ، كما تحكي عن زيارتها لأحد بيوت أصدقاء الوالي حيث وجدت إمرأة وجيهة كهلة قدمت لها هدية في الرباط ، غضب أبوها لما رآها ، وأعادها لها لأنها سيئة السمعة ، ثم تحكي عن إنتقال الأب الى مدينة الدار البيضاء ليستقر أخيرا مع تلك المرأة الموصوفة بالسيئة السمعة ، ويكتفي بإرسال المصروف مع السائق الى الأسرة الى أن سجن من جديد مع مسيري الإتحاد الوطني للقوات الشعبية بتهمة مؤامرة سنة 1963م.
ثم تحكي عن ثانوية مولاي يوسف وعن الأستاذ ” مولاي علي العلوي ” الذي كان متحررا مع تلاميذه طليقا يناقشونه في كل شيء خاصة الأمور السياسية . كما تصف الأب وعلى وجهه آثار التعذيب في سجن القنيطرة .
وتقتطف مجموعة من الآراء للإتحاديين الذين أصيبوا بالصدمة ، يعبرون عن آرائهم في الديمقراطية بالمغرب ، وموقفهم من حكومة ” با حنيني” أنذاك مقارنة مع الحكومة في الجزائر .
كما تحكي عن الأب الذي إختار العيش مع عشيقته بدل الأسرة ، ولم يعد لزيارة عائلته إلا بعد إنفصاله عنها . وهنا تصف كيف كانت تدخل مع أبيها في نقاش حاد حول مجموعة من الأمور التي لم تجد لها جوابا حتى بعد وفاة أبيها سنة 1982
ثالثا القراءة التحليلية:
الفصل الأول:
1- الشخصيات:
الشخصيات الرئيسية: الطفلة ليلى – الأم فاطمة – الأب أحمد أبوزيد – الجدة
الشخصيات الثانوية: أحمد زوج زبيدة – الجد – أهل القايد الجيلالي – مولاي علي…
العلاقات بين الشخصيات:
تكثر العلاقات بين الشخصيات وتتنوع حتى يمكننا أن نقول : إن لكل شخصية ذكرت في النص علاقة بباقي الشخصيات .
– العلاقة بين الأم والجدة : علاقة حب وعطف وأمومة .
– رابطة الأم بجميعة : علاقة عتاب باعتبار هذه الأخيرة استعملت أحمر الخدود في فترة كانت الأم حزينة على موت إبنتها خديجة .
– علاقة بغض وحقد وكراهية وعداوة بين الأم وكبورة بسبب عدم تزوج الأخيرة ب “أحمد أبي زيد ” ، ثم بين الأم والذين وضعوا السحر للتفريق بينها وزوجها ، وبين الأم والجد الذي سارع الى أخذ أمتعتها بعد سجن زوجها . وأخيرا علاقة الكراهية الشديدة بين أحمد أبي زيد ممثلا للوطنيين والمستعمر الفرنسي .
2- الزمان والمكان:
- الأمكنة في الفصل :
المكان الرئيسي في هذا الفصل : ” القصيبة ” وإن تعددت كالإشارة الى المدرسة والمستوصف والمحطة …
- الأزمنة في الفصل :
تنقسم الأزمنة الى قسمين : أولا ، عامة وهي فترة الإستعمار ، وخاصة وهي إشارة الكاتبة الى : الغد – السابعة والنصف – الفجر – المساء – الصباح …
3- القضايا المطروحة في الفصل:
– إيمان الوطنيين بضرورة تحرير الوطن من الاستعمار والتضحية بالغالي والنفيس .
– ضعف البنية التحتية في فترة الاستعمار وقلة وسائل النقل .
– الاشارة الى وجود فوارق طبقية بين العائلات .
-معاناة عائلات الوطنيين من جراء ظلم المستعمر .
– الرشوة والشعوذة والسحر ظواهر نخرت المجتمع المغربي وأثرت فيه.
-تدخل الآباء يشكل ملحوظ في حياة أبنائهم .
– الروابط المتينة التي تربط الأسر المغربية بعضها ببعض من خلال تبادل الزيارات .
الفصل الثاني:
1- الشخصيات:
الشخصيات الرئيسية: الطفلة ليلى – الأم فاطمة – الأب أحمد أبوزيد – الجدة – خناثة خالة ليلى
الشخصيات الثانوية: ثريا السقاط – محمد الأسفي – الشريفة – السجناء الوطنيون – حارس السجن…
العلاقات بين الشخصيات:
علاقة حقد وكراهية بين الوطنيين والنصارى ( المستعمر ) يقابلها علاقة المودة بين المتعلمات في الحي ، وعلاقة تعاون وتسامح بين اليهود والجدة وأم الكاتبة وأخيرا علاقة تعاطف بين الأم وتريا السقاط إذ هما في نفس المحنة ( اعتقال الزوجين ). وختاما علاقة صراع بين النساء في الحمام .
2- الزمان والمكان:
- الأمكنة في الفصل :
تتعدد الأمكنة يمكن أن نذكر منها : صفرو ، سلا ، الحمام ، المدرسة ، السجن …
- الأزمنة في الفصل :
تنقسم الأزمنة الى قسمين : أولا ، عامة وهي فترة الإستعمار، طفولة الساردة ، وخاصة وهي إشارة الكاتبة الى : الغد – السابعة والنصف – الفجر – المساء – الصباح …
3- القضايا المطروحة في الفصل:
– اضطهاد المستعمرالفرنسي للمعتقلين المغاربة الوطنيين .
– وتمسك الوطنيين بوطنهم وتقديم أرواحهم فداء له.
– والتعايش والتسامح بين المغاربة المسلمين وأهل الديانات الأخرى .
– ورفض تعليم الفتاة المغربية بدعوى أنها ستتزوج وتصبح أما .
– وإدخال اليهود عاداتهم الى المغرب .
– واعتماد العائلات المغربية على الحكي والأدب الشعبي …كوسلتين للترفيه عن النفس.
الفصل الثالث:
1- الشخصيات:
الشخصيات الرئيسية: ليلى – الأم فاطمة – الأب أحمد أبوزيد .
الشخصيات الثانوية: عميد الشرطة – صديقات ليلى – حسن العريبي …
العلاقات بين الشخصيات: العلاقة بين الشخصيات يسودها الحب والصداقة بين ليلى وصديقاتها ، ويقابل ذلك علاقة الكراهية والإنتقام بين عميد الشرطة وعائلة أحمد أبي زيد .
2- الزمان والمكان:
كما تتعد الأ مكنة في هذا الفصل نذكر من ذلك البيضاء والسجن العسكري ، ودار البراد ، مدرسة المعارف ، مراكز الشرطة ، الحافلات والقطار…
3- القضايا المطروحة في الفصل:
– عرض مساهمة المرأة في تحرير البلاد من الاستعمار وذلك بمساعدتها الوطنيين.
– وتعرض البلاد العربية الاسلامية الى الاستعمار .
-والحرب الاقتصادية التي اعتمدها الوطنيون للضغط على فرنسا بمقاطعة منتجاتها.
– وجود عناصر في المجتمعات تستغل الاوضاع للربح السريع.
-وتفشي الرشوة بين السجانين وفساد الإدارة.
الفصل الرابع:
1- الشخصيات:
الشخصيات الرئيسية: ليلى أبو زيد – الأم فاطمة – الأب أحمد أبوزيد .
الشخصيات الثانوية: الأستاذ مولاي علي العلوي – عشيقة الأب سيئة السمعة – السائق – التلاميذ …
العلاقات بين الشخصيات:
- علاقة تحدي بين ليلى والمشرفة على المطعم ، فالكاتبة ترفض الانصياع لأوامرها وتصوم ، وعلاقة بغض وكراهية بين الأسرة والمرأة السيئة السمعة التي كانت تربطها بالأب علاقة حب .
- وعلاقة انتقاد بين الاتحاديين والحكومة ، واضطهاد وقمع بين البوليس السري والمواطنين
2- الزمان والمكان:
- الأمكنة في الفصل :
إن أهم الأمكنة في هذا الفصل هي: السجن، سجن القنيطرة بالنسبة للأب ، ثم فضاء الداخلية بالنسبة لليلى في الوقت الذي تتعدد فيه الأمكنة : الثانوية ، محكمة الإستئناف والمدارس ، والرباط بالخصوص حي الليمون .
- الأزمنة في الفصل :
وتركز الكاتبة في هذا الفصل على زمنين : ما قبل الإستقلال ، وما بعده ، وتنتهي الأحداث بوفاة والدها .
3- القضايا المطروحة في الفصل:
فالكاتبة تناقش في هذا الفصل مجموعة من القضايا لكن أبرزها هي القضية التالية:
-نهج حكومة المغرب سياسة غير ديمقراطية حقيقية بالإضافة الى القمع .